حكم رواية المبتدع

كتاب “حكم رواية المبتدع” للمحدث الشريف حاتم العوني

يُعد كتاب “حكم رواية المبتدع” للمحدث الشريف حاتم العوني بحثًا علميًا دقيقًا في واحدة من أعقد المسائل الحديثية والأصولية، وهي حُكم رواية المبتدع، لما لها من أثر بالغ على قبول الحديث النبوي، ولما يترتب عليها من نتائج عقدية وفقهية ومنهجية. إذ يتناول المؤلف قضية طال فيها الخلاف بين المحدثين والفقهاء والأصوليين، وتعارضت فيها الأقوال والروايات المنسوبة للأئمة، حتى أصبحت من أكثر مباحث علوم الحديث إشكالًا وتشعبًا

يُبرز الدكتور الشريف حاتم العوني في هذا العمل أن خطورة المسألة تنبع من كثرة من وُصف ببدعة من رواة الحديث، ومن وجود رواياتهم في الصحيحين وغيرهما، مما يجعل دراسة هذه القضية ضرورة لفهم منهج الأئمة: هل كان منهجًا موضوعيًا منصفًا أم مضطربًا يخضع للهوى؟ كما يبيّن علاقتها بكبرى المسائل العقدية مثل التفريق بين المسلم والكافر، والسني والمبتدع، وبمسائل فقهية تتصل بالعدالة والفسق وقبول خبر المختلف في بدعته

يمتاز الكتاب بقدرته على تفكيك الإشكالات المستقرة في التراث، ومنها: تناقض العبارات المنسوبة للأئمة، التعارض الظاهر بين التنظير والتطبيق عند المحدّثين، الخلاف الكبير بين المدارس الحديثية والفقهية حول الرواية عن المبتدع، الإشكال المنهجي الذي قد يوهم بنسبية الأحكام الحديثية

ورغم وجازة حجمه، يقدم الكتاب رؤية متماسكة تتجاوز التعارضات، وتجمع أطراف الخلاف، وتمنح القارئ تصورًا علميًا راسخًا يرفع عنه الحيرة في هذا الباب الإشكالي. وتُقدّم دار المعراج هذا الكتاب بوصفه من الأعمال العلمية التي تُنير طريق الباحثين، وتعين طلاب العلم على فهم مناهج الأئمة في نقد الرواة وتمييز المقبول من المردود