تيسير البيان في أحكام القرآن

كتاب “تيسير البيان في أحكام القرآن” للإمام الموزعي الشافعي

كتاب “تيسير البيان في أحكام القرآن” للإمام الموزعي الشافعي (ت 825 هـ) يُعَد من أنفس ما كُتب في تفسير آيات الأحكام، ويمتاز عن غيره بجمعه بين الفقه المقارن، واللغة، والأصول، والتفسير، مما يجعله في طليعة الكتب الجامعة النافعة التي تخدم طالب العلم في أكثر من مجال

سلك فيه المؤلف منهجًا علميًّا رصينًا يجمع بين سهولة العبارة ودقة التحليل، فكان اسم الكتاب “تيسير البيان” صادقًا على مضمونه؛ إذ لا تكلف فيه ولا تعقيد، بل هو تفسير ميسر في أسلوبه، بَيِّن في طريقته، يبدأ فيه المؤلف بعرض مضمون الآية، ثم يستنبط منها الأحكام الشرعية، ويُبيِّن وجوه الاستنباط المختلفة، ويعرض مذاهب الفقهاء وآراءهم في كل مسألة عرضًا مقارنًا، يعلوه الإنصاف والتجرّد

ولا يقف الإمام الموزعي عند العرض فقط، بل يناقش ويرجّح ويخالف مذهبه الشافعي أحيانًا، متى اقتضى الدليل ذلك، في إنصافٍ علميٍّ قلّ نظيره، مما يكشف عن تمكنه الفقهي والأصولي، وإحاطته بعلوم اللغة والبيان. وله وقفات علمية دقيقة، تدل على عمق نظره وعلو كعبه في الاجتهاد

وبهذا، فإن “تيسير البيان” يُعد من أنفس كتب آيات الأحكام، يجمع بين روح التفسير الفقهي، والتحقيق العلمي، والذوق الرفيع، وهو من الكتب التي ينبغي لطالب العلم أن يحرص على قراءتها والنهل من فوائدها الجمة