السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية

كتاب “السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية” للعلامة الدكتور عبد الكريم زيدان

يُعد الكتاب “السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية” من المؤلفات الفريدة في بابها، حيث جمع فيه العلامة عبد الكريم زيدان (ت 2014هـ) بين الفهم العميق للقرآن الكريم، والرؤية المقاصدية، مستعرضًا من خلاله طبيعة السنن الإلهية التي تجري على الأمم والجماعات والأفراد، وكيف أن الشريعة الإسلامية جاءت منسجمة مع هذه السنن، لا تتصادم معها، بل تؤصلها وتُنضج وعي الإنسان بها

يبين المؤلف أن ما يجري في هذا الكون من حوادث ومجريات لا يقع اعتباطًا ولا فوضى، بل يتم وفق قانون إلهي محكم، دقيق، ثابت، صارم، لا يخرج عن إطاره شيء. فكما تخضع الكائنات الحية لهذا القانون، من بدء خلقها إلى مآلها، ومن ضمن ذلك أطوار الجنين في بطن أمه، فإن الظواهر الكونية كذلك تجري وفق هذا النظام المحكم. وهذه السنن الإلهية هي في حقيقتها آيات شاهدة على خالق الكون، الدالّة على حكمته وتقديره، وهي ماضية لا تتخلف، لا يستطيع الإنسان أن يغيّرها، وإنما يستطيع فقط اكتشافها والتوسع في فهم تفاصيلها بالعلم والنظر والملاحظة والتأمل والاستقراء

وقد سعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى إبراز هذه السنن، ونبّه إلى أن كثيرًا من المشكلات التي تمر بها المجتمعات، إنما ترجع إلى مخالفة هذه السنن أو الجهل بها، مما يجعل هذا الكتاب دعوة للمراجعة العميقة للنفوس والواقع، والانطلاق نحو نهضة حقيقية مرتكزة على وعي سنني إيماني. كما أن الكتاب يبرز البُعد العملي لهذه السنن، ويدعو إلى توظيفها في قراءة الواقع وتفسير التاريخ واستشراف المستقبل، ويُظهر كيف أن الشريعة جاءت متوافقة تمامًا مع هذه السنن، مؤسِّسة لها، مؤكِّدة عليها، وداعية الناس إلى الاعتبار بها، ليكونوا على بصيرة في أنفسهم، وفي ما يحيط بهم من أحداث وتقلبات