فقه اللغة وسر العربية

كتاب “فقه اللغة وسر العربية” للإمام الثعالبي

كتاب “فقه اللغة وسر العربية” هو كتاب مهم صنّفه الإمام الثعالبي (ت 429هـ)، وهو يعد من أشهر مؤلفاته وأكثرها تأثيرًا في مجال اللغة العربية. الثعالبي يُلقب بـ “جاحظ نيسابور” بسبب سعة معرفته وبلاغته الرفيعة. كما أنه كان من العلماء الأدباء الذين جمعوا بين المعرفة اللغوية و القدرة البلاغية الفائقة، مما جعله واحدًا من أبرز العلماء اللغة العربية

الكتاب يتكون من جزئين رئيسيين، حيث بدأ الثعالبي بتأليف الجزء الأول بعنوان “فقه اللغة” بناءً على طلب من أبي الفضل الميكالي، الذي كان قد طلب من الثعالبي أن يؤلف له كتابًا في هذا المجال، ثم أضاف له الجزء الثاني الذي حمل اسم “سر العربية”. وهكذا، أصبح الكتاب مزيجًا من علم اللغة العربية من جهة، وعلم أسرار أسلوبها وبلاغتها من جهة أخرى

الجزء الأول في فقه اللغة، يتناول هذا الجزء 30 بابًا، كل باب يختص بمفردات لغوية تمثل معاني محددة وتشير إلى أقسامها أو أطوارها أو أحوالها. الثعالبي في هذا القسم جمع الفصول المتقاربة في المعنى في باب واحد، وهو يعرض الكلمات ومعانيها بطريقة منظمة. والجزء الثاني في سر العربية، وهذا الجزء هو أصغر من الجزء الأول ويحتوي على فصول غير مبوبة، حيث يعرض فيه الثعالبي مسائل في اللغة وعلومها ويُبرز فيها جمال اللغة العربية وبلاغتها

يعتبر “فقه اللغة وسر العربية” من الكتب التي تميزت بالجمع بين فقه اللغة (أي دراسة مفردات اللغة وأقسامها) و سر العربية (أي اكتشاف أسرارها وبلاغتها). وهو يقدم للقراء مفاتيح لفهم جمال اللغة العربية. الكتاب يعتبر من أروع مؤلفات الثعالبي وأهمها في فهم اللغة العربية، إذ يعكس تأصيلًا لغويًا مع شمولية فكرية وبلاغية. فهو بذلك يشكل مرجعًا هامًا لكل من يهتم باللغة العربية وعلومها، ويكشف عن أسرارها من خلال أساليب لغوية دقيقة وعميقة