(أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي

كتاب “أنوار التنزيل وأسرار التأويل” للإمام البيضاوي

كتاب “أنوار التنزيل وأسرار التأويل” هو تفسير متوسط الحجم من تأليف الإمام البيضاوي (ت نحو 685 هـ)، جمع فيه بين التفسير بالمأثور والتأويل بالرأي، معتمداً في ذلك على قواعد اللغة العربية وأصول علم التفسير

استفاد الإمام البيضاوي بشكل ظاهر من تفسير “الكشاف” للإمام الزمخشري، ملتزمًا بما فيه من دقة بيانية وبلاغية، لكنه نقّح معتقده، فحذف ما فيه من ميول اعتزالية. كما أنه اعتمد على تفسير “مفاتيح الغيب” للإمام الفخر الرازي، وعلى تفسير “جامع التفاسير” للإمام الراغب الأصفهاني، ونقل عن السلف من الصحابة والتابعين في مواضع عديدة، مع إدخال استنباطاته العقلية الدقيقة، ونكاته البلاغية الرفيعة

يمتاز أسلوبه بالإيجاز الرشيق، والعبارة المكثفة، التي تحتاج في كثير من الأحيان إلى فطنة القارئ وعمق فهمه، مما جعله موردًا غنيًا لطلاب العلم وشراح التفسير. وقد اعتنى بالقراءات القرآنية، وأشار إلى مسائل النحو والصرف، دون إفاضة. كما عرض عند آيات الأحكام لجملة من المسائل الفقهية، مع ميله إلى المذهب الشافعي، دون تعصب أو إغراق

نال تفسير الإمام البيضاوي شهرة واسعة في العالم الإسلامي، واعتمده العلماء في التدريس والشرح، وكثرت عليه الحواشي والشروح، مما يعكس قيمته العلمية ومكانته بين كتب التفسير